الجمعة، 4 يناير 2013

البيت الأول :
يتحدث الشاعر عن ذكرياته وحنينه إلى وطنه فيجسدها بصورة الأقدمين
في صورة البرق وصوته الرنان وهو ينظر إلى تلكـ السحب
وقد أصابه الهم والحزن والنعاس لابتعاده عن وطنه .
البيت الثاني :
يشبه الشاعر البرق بالسيف القاطع الذي يقطع الأماكن ..
ويشبه السحب بالجيش وهي مسرعة ترسل أشواقه وحنينه إلى وطنه .
البيت الثالث :
يبين الشاعر هنا .. أن مع تفجر السحب بالأمطار الغزيرة
تساوت التلال والقيعان و ارتوت أرض الشاعر بالعطاء .
البيتين الرابع والخامس :
يتحدث الشاعر عن المطر وقد سقى الأودية كثيرة الأشجار
ويستعيد مع تساقط الأمطار ذكرياته في وطنه وذلكـ بذكر :
( سرٌّ وجوف وجعلان وجرنان و عندام ) ويبين أنها غصّت بالإمطار الغزيرة .
الأبيات السادس والسابع والثامن :
يواصل الشاعر رسم صورة البرق الذي امتزجت ألوانه مع حالة الجو الملبد بالغيوم
ويبين أنها حركت مشاعره وحملت أشواقه لأنها في نفس الوقت تثير أحزانه
وتبعث في نفسه الرغبة في البكاء لأنه بعيد عنها
ويشير إلى اعتقاد المطر أنه يوجد عطشى في الأرض فنزل بغزارة شديدة .
البيت التاسع :
يعبّر الشاعر هنا عن كفِّ دموعه عن البكاء لأنه خارج وطنه مخافة
أن تسقط على أرض ليست أرض آباءه ..
فهي أرض احتضنت جسده بالإحزان والأشواق ولن تحتضن روحه وقلبه .
البيت العاشر :
يعود الشاعر إلى مخاطبة البرق الذي أعاد معاناته ويطلب منه أن يخفف شدته ..
ويقول له افترض أنكـ أخذت فؤادي فخذ معه روحي
إلى أماكن لي فيها أشواق وذكريات .
الأبيات الحادي والثاني والثالث عشر :
يصف الشاعر شعوره نحو الأماكن القديمة في وطنه ويبين انه باق على عهده
وانه مهما ابتعد عنها تظل ذكراها ساكنة خالدة في قلبه ..
وهي ليست كافتراق الروح مع الجسد .
البيت الرابع عشر :
يواصل الشاعر حديثه عن الأماكن القديمة ويبين أن لها مكانة في القلب
وعهد وأنه لا ينسى الوطن ولا يستطيع تركه .
البيت الخامس عشر :
يبين الشاعر أنه ابتعد عن وطنه نتيجة لحكم القضاء والقدر
وأنه لا يغالب هذا الحكم لأنه قدره .
////
أخوكمـ / أعماق السكون 13
هذه القصيدة كما تم طلبها :
القصيدة النونية
قال أبو المسلم البهلاني رحمه الله في قصيدته النونية:---
(( قصيدة الفتح و الرضوان في السيف و الإيمان))


تلك البوارق حاديهن مرنان فما لطرفك ياذا الشجن وسنان
شجت بوارقها الأرجاء و اهتزعت** * تزجي خميسا له في الجو ميدان
تبجست بهزيم الودق منبثقا *** حتى تساوت به أكم و قيعان
سقى الشواجن من رضوى و غص به**سر و جوف و غصت منه جرنان
و جلل السهل و الأوعار معتمدا** ربوع ما ضم عندام و جعلان
و راث ينصح للجرداء ساحتها** و طم ما رد صفنان و صحنان
يريق في الجو منه ريق هطل** في لوحة من سناء البرق ألوان
إن هيج البرق ذا شجو فقد سهرت** عيني و شبت بشجو النفس نيران
و صير البرق جفني من سحائبه** يا برق حسبك ما في الأرض ظمآن
إني أشح بدمعي أن يسح على** أرض و ما هي لي يا برق أوطان
هبك استطرت فؤادي فاستطر رمقي إلى معاهـــــــــد لي فيهن أشجان
تلك المعاهد ما عهدي بها انتقلت** و هن وسط ضميري الآن سكان
نأيت عنها و لكنت لا أفارقها** بلى كما افترقت روح و جثمـــان
و كيف أنسى عهودي في مسارحها** و هن بين جنان الخــــــلد بطنان
أم ككيف يمكن سلواني فضائلها** نعم لدي لذا السلوان سلــــــوان
معاهد شاقني منها محاسنها** إن شــاق غيري آرام و غــزلان
لها على القلب ميثاق يبوء به** إن باء بالحب في الأوطان إيمان
نزحت عنها بحكم لا أغالبه** لا يغلب القدر المحتـوم إنســــان
تلك البوارق حاديهِّنَّ مرنانُ = فما لطرفِكَ يا ذا الشجوِّ وسنانُ
شقتْ صوارمهُا الارجاء واهتزعتْ = تُزجي خميسا له في الجوِّ ميدانُ
تبجستْ بهزيمِ الودقِ منبعقا = حتى تساوت به أكمٌ وقيعانُ
سقى الشواجن من رُضوى وغصّ به = سِرٌّ وجوفٌ وغصّت منه جرنانُ
وجلّل السهل والاوعار معتمدا = ربوع ماضم (عِنْدام) و (جعلانُ)
وراح ينضحُ للجرداءِ ساحتها = وطمّ ماردّ صفنانٌ وصخنانُ
يريقُ في الجوِّ منهُ ريقٌ هطلٌ = في لوحهِ من سناءِ البرقِ ألوانُ
إن هيّجَ البرق ذا شجوٍ فقد سهرتْ = عيني وشبتْ لشجوِ النفسِ نيرانُ
وصيّرَ البرقُ جفني من سحائبهِ = يا برقُ حسبك ما في الارضِ ضمآنُ
إني أشحُ بدمعي ان يسحُ على = أرضٍ وما هي لي يا برقُ أوطانُ
هبْكَ أستطرتَ فؤادي فاستبق رمقي = الى معاهدَ لي فيهّن اشجانُ
تلك المعاهدُ ما عهدي بها انتقلت = وهّنَ وسط ضميري الآنَ سُكّانُ
نأيتُ عنها ولكن لا أفارِقُها = بلى كم أفترقتْ روحٌ وجثمانُ
وكيف أنسى عهودي في مسارِحِها = وهُنَّ بين جنانِ الخلدِّ بطنانُ
أم كيف يمكنُ سلواني فضائِلهَا = نعم ، لديَّ لذا السلوانُ سلوانُ
معاهدٌ شاقني منها محاسُنَها = أن شاق غيَّر آرامٌ وغزلانُ
لها على القلبِ ميثاقٌ يبوءُ به = أن باءَ بالحبِ في الاوطانِ أيمانُ
نزحُتُ عنها بحكمٌ لا أغالبهُ = لا يغلبُ القدرَ المحتومَ أنسانُ
كأنني واغترابي والغرامَ بها = حيءٌ قضى خلّفتهُ بعدُ أحزانُ
هِيَ النوى جعلتني في محاجِرِها = مثل الخيالِ وروحِ ثَمَّ جثمانُ
أعيشُ في غربةٍ عيشَ السليمِ على = رغمي وليس الى الترياقِّ أمكانُ
يا برقُ حركْ همومي أن تكُنْ سكنتْ = فكلُ حظيَّ تحريكُ وإِسْكَانُ
ما زال ينشطُ بي همي وأصبرهُ = وناشطُ الهممِ لا تزويِِِِهِ ارسانُ
يا برقُ هل والحنايا من ضعى ضعفتْ = تأنف الطفَّ حياضٌّ وهتانُ
وهل ذرى القصفِ فالمقراةُ معشِبتٌ = وهل قطينُ بعلياء قاعدٍ بانُ
عهدي بها ونظيرُ العيشِ يصحبُها = والدهرُ في غفلةٍ والشهبُ خوانُ
نشأةُ فيها وروضاتي ومرتفعي = روح الفضيلةِ لا رندٌ وريحانُ
أرتاحُ فيها الى خلٍ فيبهرني = صدقٌ وقصدٌ ومعروفٌ وعرفانُ
فحَالَ حكمُ النوى بيني وبينهمُ = هنا تيقنتُ ان الدهرَ خوانُ
حتى متى اتقاض الدهرَ قربهمُ = والدهرُ يهرمُ والامالُ ولدّانُ
حتى متا يا دهرُ لا تبقي على بشرٍ = حرٍ وحتى ضيمِ الحرِّ إحسانُ
آكلُ رايكَ حربي أم لها أمدٌ = فأن عهدي وللحالاتِّ ألوانُ
حُلَ العقالَ واطلقني الى سعتي = ففي سجونك للميدانِّ فرسانُ
يا دهرُ يا باخسَ الاحرارِ حقهمُ = أعطي العدالةَ أن الله ديانُ
فيما التقصي بأهلِ الفضلِ أن نقضتْ = حسناك زادوا وإن شأنً ورزانُ
لا يثقلونَ وان خفتْ عياضهمُ = عن الندى ولهم بالحلمِ رجحانُ
أخفى غباركَ يا دهري محاسنهمُ = فأن دعوتهمُ في نكبتٍ بانُ
أن تعرف الحقَ فيهمْ لم تذذ أسدا = عن الورودِ وعيرُ الحيِّ ريانُ
يا ناقلَ العيسِ من علياءَ (بدية) حيث = هم ثل [يحمدُ] الحايزون المجد قطانُ
خِلفْ وراءكَ عزا و (المضيرب) و ( الدريز) = و(القابل) الراسي بها الشأنُ
وخلي (إبراء) أعلاها وأسفلها = حيثُ القطينُ ملوكُ الناس [قحطانُ]
وخذ بأوُجِجِها عن ساحتي (سمدٍ) = مياسرَ الفتحِ حيثُ الحيُ [كهلانُ]
ودعْ وراءكَ أن غربتَ أخشبتٍ = تجري المجرةُ فيها وهيَ سدرانُ
ويا امن (الدوحه) و (الخضراء) منتحياً = أفنىء حلفينا حيث السوحُ جرنانُ
واعمل الى (الجوفِ) واستظهرْ اسافِلها = أرض { لعامرَ } أهل الفضلِّ أوطانُ
وأفرقْ بها البيداء حتى يستبينَ لها = (فرقٌ) على بيضةِّ الاسلامِّ عنوانُ
فإن تيامنت (الحوراءُ) شاخصتاً = لها مع السحبِ أكنافٌ وأحضانُ
فحطَ رحلكَ عنها أنها بلغتْ = (نزوى) وطافت بِهارِّ المجد أركانُ
فطالما وخذتْ التبغيلُ بانتها = كأنهنَّ مع الانظاء عقبانُ
أنزلْ فديتُكَ عنها أن حاجتها = عدلٌ وفضلٌ وانصافٌ واحسانُ
أنزل فديتكَ عنها أن وجهتُها = تختُ الآئمةِّ مذ كانتْ ومذُ كانُ
هنالك أنزل وقبِلّ تربةً نبتتْ = بها الخلافةُ والأيمانُ أيمانُ
انزل على عرصاتٍ كلها قدسٌ = للحقِ فيهنَّ أزهارُ وافنانُ
انزل على عذباتِ النّورِ حيثُ حوتْ = أئمةٍ الدينِ قيعانٌ وظهرانُ
حيثُ الملائكةُ أحتلتْ مشاهدهمْ = لها على الحلِّ والتعريجِ آدمانُ
أرضٌ مقدسةٌ قد بوركتْ وزكتْ = تنصبُ فيها من الآنوارِّ مِعنانُ
ما طار طائرها للهِ محتسباً = لهُ جناحانِّ أيقانٌ وعرفانُ
إلا وقام يمينُ اللهِ ساعدهُ = والفتحُ والنصرُ والتأييدُ أعوانُ
ميمنةٌ بركاتُ اللهِ تنفحها = واليُمنُ يثمرهُا علمٌ وإيمانُ
رستْ بها هضبةْ الاسلامِ من حقبا = وإن قضتْ بإستارِ العدلِّ أحيانُ
قديمةُ الذكرِّ عاد الدين عائدها = من يوم أصبحَ توحيدٌ وقرآنُ
قامتْ بها قبةُ الاسلامِ شامختاً = حتى تواضعَ [بهرامٌ] و [كيوانُ]
ولمْ تزل عرصةً للعدلِّ عاصمةً = للاستقامةِ فيها الدهرُ سلطانُ
كم أشهرَ اللهُ فيها من حسامِّ هدىً = كأنها لسيوفِّ الله أجفانُ
كِنانةٌ لسهامِ اللهِ ما فرغتْ = مذ كان للجورِّ سلطانٌ وشيطانُ
بحجةِ اللهِ قامتْ في الشقاقِّ لها = بدين ذي الثفناتِّ الحبرِّ آيقانُ
لسِيرها واختصاص اللهِ قائمها = بل لنصرِ والفتحِ برهانٌ وبرهانُ
تعاقبتْ خلفاءُ اللهِ منصبِها = منذُ [الجلندى] وختمُ الكلِّ [عزانُ]
أئمةٌ حُفِظَ الدينُ الحنيفُ بهمْ = من يومِ قيلَ لدينِ اللهِ آديانُ
صيدٌ شراةٌ أباتُ الضيمِ آسْدُ شراً = شمسُ العزائمِ أو اهونَ رهبانُ
سفنٌ النجاةِ هداةُ الناسِ قادتهمْ = طهرُ السرائرِ للاسلامِ حيطانُ
تقيولوا مِدَحَ القرآنِّ أجمعها = إذا أستحقَ مديحَ الله آيمانُ
جدوا الى الباقياتِ الصالحاتِ فلمْ = يفتهمُ في التقصي سرٌ واعلانُ
على الحنيفِيةِ الزهراءُ سيرتهمُ = والوجهُ والقصدُ إيمانُ وإحسانُ
بسيرة [العمريين] استلآموا وسطوا = لشربةِ (النهروانِ) الكلُ عطشانُ
صعبُ الشكائمِ في ذاتِ الآلهِ = فأن حناهمُ الحق عن مكروهةٍ لآنوا
مسومين لنصرِ اللهِ أنفسهم = أرواحهمْ في سبيلِ اللهِ قربانُ
سبقٌ إلى الخير عن جداً وعن كيسا = دانوا النفوسَ فعُزةْ حيثما دانوا
سيماهمُ النورُ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ = وهديهمْ سنةٌ بيضاءُ تبيانُ
مقيدونَ بسمعُ الناسِ في حقٍ وابصرهُمْ = وفي سواهمُ صمٌ وعميانُ
لم تُلهِهِمْ زهرةُ الدنيا وزخُرُفُها = إذ همهمْ صالحٌ يتلوهُ رضوانُ
باعوا بباقيةِ الرضوانِ فأنِيهمْ = كأن لذة هذا العيشِّ آوثانُ
وقفٌ على السنةِ البيضاءِ سعيهمُ = وفي الجهادِّ ان عزوا وان هانوا
ما زايلت خطوةً المختارِّ خطوتهمْ = ولا ثنى عزمهمْ نفسٌ وشيطانُ
فجاهدوا واستقاموا في طريقتهِ = عزوهمُ لصروحِ الدينِّ سلطانُ
أولئكَ القومُ انواري هديتُ بهم = عقبى محبتِهم عفوٌ وغفرانُ
أئمتي عمدتي ديني محجتهُمْ = غوثي إذا ضاقَ بي في الكونِ إِمكانُ
لا يقبلو اللهُ ديناً غير دينِهِمُ = ولا يصحُ الهدى إلا بما دانوا
من عهدِ (بدرٍ) و (أحد) لا تزحزِهمْ = عن موقفِ الحقِّ أزماتٌ وأزمانُ
حقيقةُ الحقِّ ما دانوا بهِ وأتوا = وما عداهُ أخاليطٌ وخمّانُ
إن يشُرفِ الناسُ في الدنيا بثورتِهِمْ = فثورةُ القومِ أخلاصٌ وإيقانُ
للهِ ما جمعوا للهِ ما تركوا = للهِ إن قبضوا للهِ إن بانوا
أزكى الصنيعيينِ ما كان الهدى معهُ = لديهمُ ولهم في الحقِّ رجحانُ
تراهمُ في ضميرِ الليلِ صيرهمُ = مثل الخيالاتِ تسبيحٌ وقرآنُ
لا يعرفُ العدلُ إلا في إستقامتِهِمْ = لم يوفي إلا لهم بالعدل ميزانُ
بالذبِّ عن حرماتِ اللهِ شأنهمُ = لا شأنَ دنياهمُ نيلٌ وحرمانُ
رضوا ببلغةِ محياهمْ على حذرٍ = منها كأنهمُ بالبلغةِ أختانُ
سيمَ التعففِّ تكسوهمْ جلال غناً = فالقلبُ في شبعٍ والبطنُ خمصانُ
سمتْ الملوكِ وهديُ الانبياء على = أخلاقِهِمْ فكأنَ الفقرَ تيجانُ
تمثلتْ لهمُ الدنيا فما جهلوا = حقيقةَ الامرِّ إن العيشَ ثعبانُ
جازوا الجسورَ خفافَ الحالِ وقرهُمُ = زهدٌ وخوفٌ واصغارٌ وشكرانُ
فاز المخفونَ من دارِ الغرورِ فلا = خوفٌ عليهم ولا بالقومِّ أحزانُ
مضوا وأثارهمْ نورٌ وذكرهمُ = رحمى ومضجعهمْ روحٌ وريحانُ
تتابعوا دولةً في أثرِّ سابقةٍ = كما جلى الرسلُ أحيانٌ فأحيانُ
حتى أنجلا الكوكبُ الدريُّ فأنكشفت = بنورهِ عن وجوهِّ الحقِّ أعيانُ
هنالك أنبعثتْ روحُ الحياةِ إلى = جسم الوجودِ وقد أرداه طغيانُ
وقام للحقِّ شأنٌ بعدما لغبتْ = من الكوارثِ أحكامٌ وأديانُ
وأصلتْ الله أصليتاً يحسُ بهِ = سواعداً شدها بغيٌ وكفرانُ
وأعربَ الكونُ عن بشرى ضمائرهِ = فالكائنات أغاريدٌ وألحانُ
أمنيةٌ رقبَ الآسلامُ طلعتها = أتاحها الله لم يضربْ لها آنُ
وللأمانيِّ أوقاتٌ إذا قدرتْ = وللأمانيِّ أياتٌ وإذانُ
تمنعتْ في خدورِ الغيبِّ أونةً = ثم أنجلتْ فتجلى عدلٌ وأحسانُ
ما ساورتها صروفِ الدهرِ إذ نجمتْ = وما لردِّ مُرادِ الله أمكانُ
وحكمتة اللهِ في التدبيرِّ قاهرتٌ = وقائدُ العقلِّ في المقدارِ حيرانُ
يقضي بما شاءَ والاسبابُ جامدةٌ = ويُحِكمُ الامرَ والافكارُ عميانُ
يختصُ من شاء بالرحمى ويصرفها = عمن يشاءُ وفي الحكمينِّ رحمانُ
إن الذي يتعاطاهُ الذكى لذى = حكمِ المقاديرِّ تخمينٌ وبهتانُ
ما حيلةُ الظنِّ والاوهامُ في قدرٍ = إلا قصورٌ وعجزٌ ثم إذعانُ
لابد أن تربطَ الاوهامُ وحدتهُ = ولا تطاولَ تقريبٌ وإمعانُ
خذْ ما أتاكَ وسلمها لخالقها = فالشأنُ لا يغيرَ للكوانِّ ديانُ
أنظر إلى دولةٍ أعيتْ معاجزها = رأيَ العقولِ ففيها ثمَّ برهانُ
أرادها اللهُ فحتلتْ مناصِبها = والعقلُ في نصبٍ والكونُ أشجانُ
بأسهمِّ اللهِ ترمي من يقاومها = ولا يقومُ لسيفِّ الحقِّ بطلانُ
إن الأسنه لا تعدوا مقاتلها = إن شدَّ بالجدِّ والتوفيقِّ مطعانُ
عادتْ إلى جذليها من طولِّ غربتها = خلافةُ اللهِّ والاسلامُ جذلانُ
عنايةُ اللهِ تحدوها لموطنها = وللخلافةُ في الاسلامِّ أوطانُ
تنحوا ببجذتِها العلياء وبؤبؤها = وشأنها لمضاضِّ المجدِّ خلصانُ
تخلدَّ العقدَ منها صدرُ قيمتها = صدرُ بخالصةِّ الايمانِّ مليانُ
هٌمامها العاصمُ الكافي لعصمتها = لهُ على حملِها جدٌّ وإقرانُ
سميدعٌ مثلُ صدرِّ السمهريِّ لهُ = في هضبتِّ المجدِ أجثالٌ وأغصانُ
رحبُ المباءتِّ قرمٌ لا بوىء لهُ = بفضلهِ شهدتْ سهلٌ واحسانُ
مشمرٌ أحوذيٌ رأيهُ فلقٌ = وعزمهُ قبلَ وضعَ الرمحِّ طعّانُ
مروعٌ ألمعيٌ في بصيرتهِ = من الذكائي لمحضِّ الرأي تبيانُ
تحكمتْ من أصيلِ الرأيِ فِطِنتُهُ = كأنها فيهِ أبصارٌ وأذانُ
يطوي عزائمَ بالتقوى وينشُرُها = كأنهَّنَّ بخصمِ اللهِ نيرانُ
أصارهُ علِمهُ باللهِ محض هدىً = وغيرُ بدعٍ هدىً يذكيهِ عرفانُ
لم يتركِ العلمُ منهُ موضعاً كدراً = يمثلُ الشمسُ منهُ الذاتُ والشأنُ
ما زالَ تمحصهُ التقوى ويمحصها = وسرهُ ملكٌ والشخصُ أنسانُ
حتى تمحضَ نُوراً لا يكدرهُ = خيرٌ وشرٌ وأغيارٌ وأعيانُ
والعلمُ باللهِ والاخلاصُ عارفةٌ = من الكريمِ وتخصيصٌ وإحسانُ
مواهبٌ ساقها من فيضِّ رحمتهِ = لأنفسٍ مالها في الناسِ حسبانُ
يعُدها الناسُ من أحجارِ سوُحِيِّهِمُ = وهنَّ في ملكوتِّ اللهِ شهبانُ
يمشونَ بُلهاً وهمُ النفسِ في كيسٍ = والعقلُ في الوجدِ بالمشهودِّ ولهانُ
والفتحُ يقصدُ قلباً ما بهِ سعةٌ = إلا لمن لم تسعهُ قطُ أكوانُ
محبةُ اللهِ سرٌ حيثُ ما صدقتْ = لها على عالمِ الامكانِ سلطانُ
تعطيكَ فتحاً وإن سدتْ مغاليقهُ = وطورُ علقكَ في ذا الفتحِّ حيرانُ
فلا عليكَ إذا صحةْ محبتهُ = إذا وفاءَ لكَ هذا الخلقُ أو خانُ
للهِ ما أنفسٌ في سرِها أشتعلتْ = بالحبِّ للهِ أنوارٌ ونيرانُ
تحلُ في الارضِ والالبابُ طائرةٌ = في عالم فيهِ أهلُ اللهِ نُدمانُ
ريانةٌ بشرابِ الحبِّ محرقةٌ = والحالَ صحوٌ وكلِ الشربِ نشوانُ
تلكَ النفوسُ التي هذا الامام لها = قطبٌ ومورِدهُ الصافي لها حانُ
خاضَ الحقيقةَ كشفاً فستقامَ لهُ = كشفٌ وشرعٌ وتكميلٌ وسلطانُ
جاءتْ إمامتهُ والارضُ مظلمةٌ = والناسُ فوضى وأهلُ الجورِّ ذوبانُ
فأشرقَ العدلُ في أرجاءِها ولقي = عز المفاسدِ إرهاقٌ وإيهانُ
جاءتهُ ما كانَ بدعاً من أئِمتها = من جدهِ أبنُ [ تميمٍ ] المجدِّ [ عزانُ ]
في ضئضاءٍ العزةِ القعساءِ محتدهُ = إذا تفاخرَ [ قحطانٌ ] و [ عدنانُ ]
بذروةِ [ اليحمد ] الصيدِ الملوكِ لهُ = أعراقُ مجد وأساسٌ وبنيانُ
لا ينكروا الناس ما للقومِّ مِنْ قدمٍ = وكيف يلحقُ عينَ الشمسِّ نكرانُ
أحسابهمْ ومعاليِهمْ ودينهمُ = كواكبٌ وهداياتٌ ورضوانُ
ما أختارهُ اللهُ صفواً من خُلاصتِهمْ = إلا وللصفوِّ من اكرامهِ شانُ
يا سالمَ الدينِ والدنيا ابن راشدَ خذْ = أمانةَ اللهِ والاقدارُ أعوانُ
أنت الضليعُ بها حملاً وتأديةً = إذ كلُ همكَ تدبيرٌ وأتقانُ
إحذرْ واصعدْ وأيقنْ إن صاحبها = سيفٌ من اللهِ لا تحويهِ إجفانُ
يسُوسُهُا مؤمنٌ باللهِ معتصمٌ = وخيرُ ما دبرَ الاملاكَ إيمانُ
للإستقامةِ في تقديرهِ قبسٌ = فظنهُ تحتَ نورِّ اللهِ إيقانُ
لا يصرفُ الفكرَ في شيءٍ فيخلفهُ = لانهُ من فيوضِ الكشفِّ ملآنُ
والمؤمنونَ بنورِّ اللهِ ناظرةٌ = عيُونهمْ وبعينِ الله أعيانُ

تعريف بأبو مسلم البهلاني

ترجمة حياة العلامة أبي مسلم البهلاني
الشيخ ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي العماني
شاعر العلماء وعالم الشعراء
شاعر زمانه وفريد أوانه
حسان عمان
مقدمةالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ،،،،
فهذه نبذة عن حياة الشيخ العلامة أبي مسلم البهلاني ـــ رحمه الله تعالى ـــ الذي يعتبر أحد الشعراء والعلماء العمانيين المشهورين في عمان وزنجبار .
(( لا يصدق الدين الا من يناصحه && ولا يتم بفير النصح ايمان ))
(( تلكم وصيــة حســـان لكم ثبتــت && فانني اليوم للاسلام حسان ))
( أبو مسلم )
اسمه ونسبه :هو شاعر العلماء وعالم الشعراء شاعر زمانه وفريد أوانه الشيخ العلامة الأديب أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد البهلاني الرواحي العماني ، و (أبو مسلم) هي كنيته التي اشتهر بها ويكنى أيضا على قله بـ (أبي المهنا ) والده وهو الشيخ القاضي سالم بن عديم البهلاني كان واليا وقاضيا على نزوى عند الامام عزان بن قيس البوسعيدي وهو تلميذ العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي ، وأمه هي أسماء بنت حمود بن عبد الله من أل مشرف .

وأبو مسلم فتى سالم نا && صر الريحي ابن التقاة
الرواحي من لبهلان أيضا && ينتمي نسبه لذا الحبر تأتي
هو علامة وبـر أديب && خيرمستنهـض وخير الدعاة
قد تجلت لنا قصائده الغر && فكـادت تكون كالمعجـزات
وتباهي مقصورة ابن دريد && عنه مقصورة من الشذرات
(( قصيدة سموط الجمان بأسماء شعراء عمان ))


مولده :ولد الشيخ العلامة أبو مسلم البهلاني في قرية ( محرم ) أكبر قرى ( وادي بني رواحة ) ، ويقع في المنطقة الداخليه لسلطنة عمان ، وقد تضاربت الآراء حول تاريخ ولادة الشيخ ، وهناك ثلاث روايات هي :
1 ـ الرواية الاولى : لسالم بن سليمان البهلاني ، تذكر أن ولادة الشيخ كانت عام ( 1373 هـ / 1867 م ) .
2 ـ الروايه الثانية : لابن الشيخ ( المهنا بن ناصر البهلاني ) تذكر أن ولادة الشيخ كانت عام ( 1277 هـ / 1860 م ) .
3 ـ الرواية الثالثة : لسالم البهلاني أيضا تذكر أن ولادة الشيخ كانت عام ( 1284 هـ / 1867 م ) .
ويبدو واضحا تذبذب سالم البهلاني في تحديد سنة ولادة الشيخ ، مما يدل عم ضبطه لهذا الامر كما أن روايته الثانيه لا تستقيم مع اشارة الشيخ نفسه حول تحديد سنه ففي قصيدتة ( العينيه ) يشير أنه بلغ الستين من العمر :
وأي رجاء بعد ( ستين حجة ) لعيش وهل ماضي من العمر راجع
ذلك يعني أن الشيخ قد وصل الستين ، وعلى رواية سالم البهلاني الثانية تكون وفاة الشيخ وله من العمر خمس وخمسون سنه ، اذ كانت وفاة الشيخ عام ( 1920 م ) ونحن نرجح رواية ولده المهنا لقربه من والده ولقرينه تتصل بختان الشيخ ، فكما يذكر سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أن ابا مسلم ختن بنزوى لما كان والده الشيخ سالم بن عديم البهلاني قاضيا وواليا على نزوى زمن الامام عزان بن قيس ، وقد فتحت نزوى عام ( 1286 هـ / 1869 م ) وذالك يتناسب مع السن الذي يختن فيه الولد .

نشأته :نشأ الشيخ رحمه الله على درجه من الوعي والنباهه في بيئة كريمه وتلقى العلامة أبو مسلم تعليمه في بداية الأمر عند والده القاضي سالم بن عديم البهلاني وفي المرحلة المتقدمة تتلمذ على يد الشيخ محمد بن سليم الرواحي الذي كان على جانب من التواضع عارفا بالقاء الدروس على المبتدئ ، وزميله في هذه المرحله الشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي الذي كان يعنيه في قصيدته النونيه ، عندما قال :
أرتاح فيها الى ( خل ) فيبهرني && صدق وقصد ومعروف وعرفان

رحلاته :وقد رحل الشيخ الى زنجبار مرتين :
الرحله الأولى : وكانت عام ( 1295 هـ / 1878 م ) لاحقا بوالده الشيخ سالم بن عديم وقد عاد من هذه الرحله الى عمان عام ( 1300 هـ / 1882 م ) .
الرحله الثانيه : وكانت عام ( 1305 هـ / 1888 م ) وقد استمر هناك حتى وفاته ، وتشير بعض الروايات الى أن الشيخ أبو مسلم بعد عودته من زنجبار ناله شئ غير قليل من أذى قومه فلم تسمح له كبرياؤه بالبقاء مع هذا الأذى كما وجد في زنجبار متسعا لأماله العريضه أماله الطامحه كما لقي ترحيبا كبيرا من حكام زنجبار .
وكانت للشيخ أبي مسلم رحله وحيده خارج عمان وزنجبار الى الديار المقدسه لأداء فريضة الحج سنة 1308 هـ .

الوظائف التي عمل بها :عين الشيخ أبو مسلم لما كان في افريقيا في عهد حمد بن ثويني قاضيا ومستشارا للسلطان حمد بن ثويني ، وبعد ذلك تقلد الشيخ أبو مسلم رئيسا لقضاة زنجبار ، وفي أواخر عمره استقال من مهنة القضاة وانصرف الى التأليف ، كما عمل الشيخ أبو مسلم رئيس تحرير لأول صحيفة عربيه في زنجبار وهي صحيفة النجاح التي ظهر أول عدد لها في شوال ( 1329 هـ / أكتوبر 1911 م ) في أربع صفحات ،واتخذت شعارا لها الأية الكريمه (( ان أريد الا الاصلاح ما استطعت )) ، والحكمة المأثورة (( كل من ثابر على العمل أدرك النجاح )) وقد عمل رئيسا لتحرير هذه الصحيفة بعد الشيخ أبو مسلم الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي الذي في عهده اتسع نطاق توزيعها ، لكن لم يكتب لها طول العمر ، اذ احتجبت بنفي محررها اللمكي الى الهند في أول سنة 1332 هـ / يوليو 1911 م




تلاميذه : كثيرون نذكر منهم : الشيخ عبد الرحمن بن محمد الرواحي والشيخ عبدالله بن محمد الحبيشي والشيخ أبو محمد برهان بن مكلا من ( جزر القمر ) وسيف بن عبد الله الرواحي و ابن اخيه سالم بن سليمان بن سالم بن عديم البهلاني وابنه المهنا بن ناصر البهلاني وحفيده سالم بن سليمان بن عمير الرواحي .

الحكام الذين عاصرهم : عاصر الشيخ أبو مسلم في فتوته أيام دولة الامام عزان بن قيس ( 1285 ــ 1287 هـ ) ودولة السلطان تركي بن سعيد ( 1287 ـ 1305 هـ ) بعمان ، أما زنجبار فقد تعاقب على حكمها في زمانه كل من السلاطين :
1 ـ برغش بن سعيد بن سلطان ( 1287 ــ 1305هـ ) .
2 ـ خليفه بن سعيد بن سلطان ( 1305 ــ 1307 هـ ) .
3ـ علي بن سعيد بن سلطان ( 1307 ــ 1310 هـ ) .
4 ـ حمد بن ثويني بن سعيد ( 1310 ــ 1314 هـ ) . وفي عهده تقلد منصب القضاء ، وأصبح مستشارا له لثقته به ، وكانت بينهما علاقة وطيدة ، ولأبي مسلم فيه مدائح .
5 ـ حمود بن محمد بن سعيد ( 1314 ــ 1320 هـ ) وقد صاحبه في رحلته بالأقطار الأفريقية الشرقية سنة 1316 هـ وقيد فيها كتيب أسماه ( اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بالأقطار الافريقية الشرقية ) .
6 ـ علي بن حمود بن محمد ( 1320 ـ 1329 هـ ) ، وفي أيامه استقال من مهنة القضاء ، وصرف همته في التأليف وتفرغ له .
7 ـ خليفه بن حارب بن ثويني ( 1329 ـ 1380 هـ ) .
ولما قامت دولة الامام سالم بن راشد الخروصي بعمان ( 1331 ـ 1338 هـ ) كان أبو مسلم من أنصارها ومؤيديها من خلال أشعاره الاستنهاضيه ورسائله النثريه التي كان يبعثها من زنجبار وقد أخذ الحنين يشده الى وطنه الام عمان غير أن الأقدار لم تسعفه اذ قضى نحبه بعيدا عنها في أول امامة الامام محمد بن عبد الله الخليلي ( 1338 ــ 1373 هـ ) .
علاقاته:ارتبط الشيخ ابو مسلم بعلاقات عديدة مع علماء عصره ، فمن أهل زنجبار : قاضي الجزيرة الخضراء الشيخ سالم بن احمد الريامي والشيخ سليمان بن سيف اليعربي وفارس الشرفاء سليمان بن حميد بن عبد الله الحارثي وكاتب الحضر السلطانية الشيخ سالم بن محمد بن سالم الرواحي والشيخ يحيى بن خلفان بن ابي نبهان الخروصي والشيخ علي بن محمد بن علي المنذري والشيخ راشد بن سليم بن سالم الغيثي وابنائه الخمسة الاقمار وشيخ الشافعية احمد بن ابي بكر بن سميط العلوي الحضرمي والشاعر ابو الحارث محمد بن علي بن خميس البرواني وعبد الباري العجيزي مدير نظارة المعارف بزنجبار .
ومن اهل عمان : رفيق الدراسة الشيخ احمد بن سعيد الخليلي وعلامة مصره نور الدين السالمي والامير عيسى بن صالح الحارثي وشيخ البيان محمد بن شيخان السالمي .
ومن اعيان المذهب الاباضي علامة الجزائر قطب الائمة امحمد بن يوسف اطفيش لقيه بمكة في موسم الحج والشيخ المجاهد سليمان باشا الباروني الليبي والشيخ المفكر قاسم سعيد الشماخي نزيل مصر .
ومن غيرهم رياض باشا رئيس المؤتمر الاسلامي ، وزعماء الحركة الاصلاحية بمصر .

آثاره العلمية ومؤلفاته :
1- العقيدة الوهبية : كتاب في العقيدة صاغ على هيئة حوار بين استاذ وتلميذه باسلوب بديع ومنهج مبتكر .
2- اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان في الاقطار الافريقية الشرقية : كتيب صغير سجل فيه مشاهداته حال ملازمته للسلطان في تلك الرحلة بدأه بذكر السياحة والحث على الترحال ثم امتدح الدولة البوسعيدية واثنا على سلاطينها وشرع بعد ذلك في وصف رحلته التي انطلقت بالباخرة من زنجبار يوم السبت 4 رجب 1316 هـ وعادت الى محلها يوم السبت 2 شعبان 1316 هـ .
3- النشأة المحمدية في مولد خير البرية : كتيب في المولد النبوي انشأه على طريقة السجع وضمنه سيرة النبي الاعظم صلوات الله وسلامه عليه في قالب ادبي بارع .
4- النور المحمدي : لا نعلم عنه شيئا سوى ما يذكر من كون ( النشأة المحمدية ) مقتبسة منه وهو اصل لها .
5- ألواح الانوار وارواح الاسرار : وصفه ابن اخيه الشيخ سالم بن سليمان بقوله ( وهو كتاب شريف ذو قدر منيف في طريقة الذكر على احسن اسلوب ) .
6- النور الوقاد في علم الاعتقاد : ارجوزة لم تتم في علم العقيدة .
7- السياسة بالايمان : كتاب في السياسة الشرعية ألفه قبيل امامة سالم بن راشد الخروصي 1331 هـ وكان ينوي طباعته الا ان الاقدار لم تسعفه وقد ارسل الى الامام نسخة منه منقوله من مسودته التي بخط يده ولا نعلم مصير هذا الكتاب الان .
8- رسالة الى امام المسلمين سالم بن راشد الخروصي : حررها بتاريخ 14 ربيع الاخر 1333هـ واودعها نصائح ومواعظ وضمنها آراء نيرة وافكار ثاقبة اشار بها على الامام يتجلى من خلالها ابو مسلم سياسيا محنكاً ومجرباً ذا نظر بعيد وأفق واسع .
9- الكنوز الصمدية في التوسل بالمعاجز المحمدية : هو عبارة عن ادعية يتوسل فيها بمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يزال مخطوطاً في 60 صفحة بخط مؤلفه فرغ من نسخه بتاريخ 13 محرم 1337هـ .
10- نثار الجوهر في علم الشرع الازهر : موسوعة علمية واسعة في التوحيد والفقه واصوله شرح فيه جوهر النظام لنور الدين السالمي واودعه خلاصة اجتهاده وثمرة ابحاثه الطويلة ورتبه ترتيبا دقيقا واعتنى به عناية فائقة اما مصادره فشتى سواء من كتب الاباضية او غيرهم ومناقشاته الفقهية تنبئ عن حدة ذهن وتفتح على جميع المذاهب الاسلامية شرع في تأليفه آخر عمره توقف عند آخر كتاب الجنائز فكملت منه بذلك ثلاثة اسفار الا يسيرا بعد ان كانت امنيته ان يجعله اثنين وعشرين جزءا تم السفر الاول منه يوم 24 ربيع الاول 1336هـ وتم الثاني يوم 24 شوال 1337هـ نشر الكتاب مصورا عن نسخة المؤلف بخطه الرائع على نفقة الشيخ حمد بن سالم الرواحي حتى طبع مؤخرا طبعة انيقة في خمسة مجلدات سنة 1421هـ - 2001م .
11- اجوبة وفتاوى : يذكر انها جمعت بعنوان ( السؤالات ) وكان موجودا في الجزيرة الخضراء بعد وفاة ابو مسلم غير انه فقد ولم يعثر عليه .
12- مقالات : نشر بعضها في صحيفة النجاح وبعضها في الصحف المصرية .
13- ديوان شعر : ويعتبر ديوان ابي مسلم اول ديوان لشاعر عماني يتم طباعته يضم عشرات القصائد في اغراض متفرعة .

ابو مسلم شاعرا وعالمًا :ملك ابو مسلم نواصي البيان نثرا وشعرا وشهد له اهل العلم بحسن اقتداره في هذا الجانب فسماه النور السالمي ( شاعر العرب ) ولقبه قطب الائمة ( شاعر العصر) يروى انه رأى في منامه وهو صغير نمل ابيض يخرج من فمه فاخبر الشيخ احمد بن خلفان الخليلي فقال له سيفتح الله لك باب الشعر على مصراعيه ، وقد بدأ يهتف بالنظم ولما يبلغ العشرين من عمره واوتي نفسا رحمانيا في الشعر وخاصة بما يتعلق بالاذكار والسلوكيات وتتجلى في ابتهالاته صورة الناسك المتعبد المتبتل اما في الفقه فهو محقق مدقق قوي المأخذ عميق التأصيل وفي علم التوحيد متكلم ضليع واثاره تنطق سعة افقه وبعد نظرته وحسن سياسته وتفتحه على هموم امته ما يجعله بجدارة احد رواد النهضة الاصلاحية في عصره .

كراماته : ـ
يروى عن الشيخ ابي مسلم كثير من الامور الخارقه للعادة والتي تشيع لدى المتصوفه والزهاد والعلماء ، ومن بين الامورالتي تروى عنه : ـ
1 ـ الرواية الاولى : تنسب الى الشيخ ابي مسلم كثير من الكرامات منها اخباره بالمغيبات فقد كتب الى الامام سالم بن راشد الخاروصي قصيدة يذكر فيها انه سيقتل والذي سيقتله اعرابي فاقد لبعيره وبان الذي سيخلفه على الامامه الامام محمد بن عبدالله الخليلي ، مطلع هذه القصيدة :
مولاي ابشر لن تزال مجيدا && حفظ الإله مقامك المـحـمودا
اقبال دهرك بالبشائر مؤذنٌ && تزجي جدودا اشرقت وسعودا
2 ـ الرواية الثانية : اخبر ابومسلم صديقه محمد بن علي البرواني انه سوف يتزوج ولم يكن المذكور على نية لذلك الامر اما الابيات التي تشير الى ذلك : ـ


اخال فيك اموراً سوف يظهرها && في صفحة الدهر من معقولك العطم
فان بقينا شكرناها اذا ظـهرت && اولا فخذ سلفا ان ضـمنا العـطم
مصيدةً بيد التوفيـق تدركــها && يسوقها الله اذ يجري بها القلم
قال سالم بن سليمان البهلاني: ( قوله مصيده كناية على قرينة اقترن بها هذا الممدوح بشره بها الوالد قبل ان يلم بها ، وكثيرا ما كان يخبر عن المغيبات قبل وقوعها فتقع ) .
3 ـ الرواية الثالثة : يروي الشيخ سالم بن حمد الحارثي انه كان لابي مسلم ناصر بن سالم البهلاني غرفة خاصة يخلو فيها ، ولا احد يعلم ما يدور هناك . وذات يوم سبقه الشيخ عبد الله بن سليمان الحارثي الى تلك الغرفة ليستجلي ماذا يحدث هناك ، وانزوى في ركن من الغرفة فدخل ابومسلم وجلس يتلو اذكارا معينة ثم ارتمى الشيخ عبدالله عليه فادرك نفسه مع الحجيج في ( منى ) وكان في زنجبار.
2 ـ الرواية الرابعة : وأخبر الشيخ سعيد بن حمد الحارثي حفظه الله أن حفيد الشيخ أبي مسلم يقول: أن خادم الشيخ يقول أن في ليلة وفاة الشيخ كان قائما الليل يتهجد وكان يدعوا الله أن يخلصه من دينه –وكان على الشيخ ديونا – ولما توفاه الله وذهب به الى مثواه الأخير ودفنوه في مقابر المسلمين أتاهم رجلا لا يعرفونه وكان معه كيس من المال وورقه فيها الأسماء فصاح فيهم
وقال : من كان لديه دين على الشيخ فليأتي يآخذه
فجاء الأشخاص الذين أقرضوا الشيخ وأخذوا أموالهم واحدا تلوا الآخر إلى أن نفذ الكيس الذي به المال وكذلك نفذ الرجال ثم ذهب الرجل وهم لا يعرفون من هو ومن أين جاء والى أين ذهب ، فسبحان الله ...

 كرمه :- كان ابومسلم البهلاني كريما منقطع النظير في زمانه ، ولقد عرف عنه انه لم يملك منزلا في زنجبار ، رغم ان النقود انهالت عليه من سلاطين زنجبار ، فلقد كان جوادا لا يبقي على شئ ، فالمال عنده كما قال في المقصوره :
عقائـــل المال ان اطــلقتهــــا && خلــدت الذكرى وانت في الثــرى
فبقاء المال لا في تكديسه بل في انفاقه على مستحقيه ، وكان الشيخ كثير الابتهال الى الله لينقذه من ضيق ذات اليد ، يقول رحمه الله تعالى :
ولو شئت ياخلاق انشات لي غنى && تـسد به من فاقــتي ما تـــخللا
تشاهد يا رزاق ضـــيق معيشــتي && فيسر لي اللهم رزقا وســــهلا
ويروي الشيخ احمد الخليلي عن ابن الشيخ المهنا بن ناصر قصه تعكس مدى كرم الشيخ ابومسلم ، فقد جاءه احد المعلمين واسمه الشيخ حسن وطلب منه جبه ، فامر ولده المهنا باحضار جبه وصفها له ، فلما دخل المهنا المنزل وجد انها افضل الموجود ، فقال في نفسه : ( اعطي الشيخ جبه اقل منها جوده ، واترك هذه الجبه الجيده لأبي ) ، ولما دخل ابو مسلم منزله في المساء وجد الجبة التي امر بها ، فسال ابنه المهنا ، فاخبره بما فعل ، فغضب ابو مسلم عليه وامره ان يحملها الى الشيخ حسن ، وكان الوقت مساءً والمسافه ميلين بالقطار بين المحطتين ، واربعة اميال من المحطه الثانيه الى منزل الشيخ حسن .
ومن مرويات الشيخ احمد الخليلي مما يدل على كرم الشيخ ابي مسلم البالغ ان السلطان حمد بن ثويني خصص له الى جانب راتبه الشهري مائة روبية تسلم اليه كل جمعة وكان الناس يعرفون ذلك فيأتون اليه منهم من يطلب مساعدة للزواج ، ومنهم من يطلب مساعدة لاسرته وهكذا حتى تنقضي المائة روبيه دون ان يصل شيء الى منزل ابي مسلم .
وهذا الكرم البالغ هو الذي جعل الشيخ ابومسلم يعاني ضيق ذات اليد ، وتعلوا النبرة الشكائية من هذا الحال في شعره ، لا سيما شعره الديني الذي يبتهل فيه الى الله ان يفك ضيقه ويمن عليه من فضله .
شعر العلامة البهلاني :يعتبر ديوان الشيخ ابي مسلم أول ديوان لشاعر عماني يتم طباعته ، ومن أشهر قصائده القصيد النونيه ( الفتح والرضوان في السيف والايمان ) وعدد ابياتها (383 بيتا تقريبا) وقد أرسل الشيخ ابي مسلم هذه القصيدة الى الامام سالم بن راشد الخروصي ، ويقول الشيخ العلامة ابي مسلم للامام سالم بن راشد الخروصي عن هذه القصيده : (( وهذه القصيدة النونية ارجو منك أن تأمر بالاكثار من نسخها واشهارها مع شيوخ القبائل عساها ان تحرك من عواطفهم وتهز من اريحياتهم ولهذه الغايه وضعناها على هذه الوتيرة سياسة منا للدين وتحريكا لعواطف المسلمين)) ومن أشهر قصائده أيضا القصيده المقصورة وعدد ابياتها (393 تقريبا) والقصيده الميميه ( وطني ) وقصيدة ( الودي المقدس في اسماء الله الحسنى ) التي بلغ عدد أبياتها ( 1597 بيتا تقريبا) ، وقصائد رائعه كثيره مثل المعرج الاسنى وطمس الابصار والنفحة الفائحه وقصائد في رثاء علماء عصره 0
ويروى عن العلامة البهلاني أنه بدأ يهتف بالشعر ولم يتجاوز عمرة العشرين من عمرة فقصيدتة التائية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم التي من القصائد التي قالها العلامة البهلاني وعمرة لم يتجاوز الثامنة عشر كما قيل تعتبر هذه القصيدة غاية في الروعة فرتب بداية كل بيت على حسب حروف الهجاء .
ملك ابو مسلم نواصي البيان نثرا وشعرا وشهد له اهل العلم بحسن اقتداره في هذا الجانب فسماه النور السالمي ( شاعر العرب ) ولقبه قطب الائمة ( شاعر العصر).
يروى انه رأى في منامه وهو صغير نمل ابيض يخرج من فمه فاخبر الشيخ احمد بن خلفان الخليلي فقال له سيفتح الله لك باب الشعر على مصراعيه ، وقد بدأ يهتف بالنظم ولما يبلغ العشرين من عمره واوتي نفسا رحمانيا في الشعر وخاصة بما يتعلق بالاذكار والسلوكيات وتتجلى في ابتهالاته صورة الناسك المتعبد المتبتل من خلال قصائد الأذكار الرائعة .......



 وفاته : ـ

توفي الشيخ العلامة ابي مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني بعد حياة مليئة بجلائل الاعمال بتاريخ 1 صفر 1339هـ الموافق 15 أكتوبر 1920م ، وشيع جنازتة الألوف من مختلف الفرق الاسلامية ، وبذلك يكون قد عاش عمرا قدره اثنان وستون عاما ، رثاه حفيده الشاعر سالم بن سليمان بن عمير الرواحي بقصيده مطلعها : ـ
اليك اليك عني يا دفار && فانك لست لي ابدا بدار
الى أن قال :
أيا رحم المهيمن خير حبر && دفناه بأرض الزنجبـــــار
كما رثاه ابن اخيه الشاعر سالم بن سليمان بن سالم البهلاني قصيده مطلعها : ـ
العلم بعد ابي المهنا مطرق && وارى القريض شموسه لا تطرق
رحم الله الشيخ العلامة ابي مسلم رحمة راسعه واسكنه فسيح جنته .

(( على الله احسان الخواتم انه && اذا شاء بين العبد والخير جامع ))

(( ابو مسلم ))